مدينة أمريكية عدد موتاها يفوق الأحياء

لسبب ما.. مدينة أمريكية عدد موتاها يفوق الأحياء أضعافًا مضاعفة



مقدمة عن مدينة كولما

تقع مدينة كولما (Colma) في ولاية كاليفورنيا الأمريكية، وتعد واحدة من أغرب مدن الولايات المتحدة، حيث يُطلق عليها اسم "مدينة الموتى"، إذ يُقدر عدد الموتى فيها بأكثر من 1.5 مليون شخص، مقارنة بـ 1800 شخص فقط من الأحياء. تقع كولما جنوب مدينة سان فرانسيسكو، وتبلغ مساحتها نحو 5 كيلومترات مربعة فقط.

لماذا يوجد عدد كبير من الموتى في كولما؟

في بداية القرن العشرين، عانت مدينة سان فرانسيسكو من اكتظاظ سكاني وزيادة كبيرة في عدد الوفيات نتيجة للأوبئة والمشاكل الصحية المصاحبة لتوافد المهاجرين وعمال مناجم الذهب. بحلول عام 1900، أصبحت المدينة تضم أكثر من 27 مقبرة، ما أدى إلى ضغط كبير على الأراضي وقلق صحي من انتشار الأمراض.

ولهذا السبب، قررت سلطات سان فرانسيسكو حظر دفن الموتى داخل المدينة بحلول عام 1902، وبدأت حملة لإزالة المقابر الموجودة، مع نقل رفات أكثر من 150 ألف ميت إلى مدينة كولما المجاورة. وأصبحت كولما الوجهة الجديدة لدفن الموتى.




كولما.. من مدينة خالية إلى مقبرة جماعية

تحولت كولما تدريجيًا إلى مدينة يسكنها الموتى. حيث أُنشئت فيها العديد من المقابر الكبيرة مثل:

  • مقبرة أوليف وود Olive Wood Cemetery
  • مقبرة الصليب المقدس Holy Cross Cemetery
  • مقبرة غريك أورثودوكس
  • مقبرة جيش الاتحاد

ومع الوقت، أصبحت المدينة تضم أكثر من 17 مقبرة رئيسية، وهي تستقبل يوميًا نحو 75 حالة دفن جديدة، مما جعلها تُسجل رسميًا كأكبر "مدينة للموتى" في العالم.

شخصيات شهيرة مدفونة في كولما

رغم صغر المدينة، إلا أن مقابرها تضم رفات شخصيات شهيرة مثل:

  • ليفي شتراوس: مؤسس شركة Levi’s العالمية.
  • ويليام راندولف هيرست: قطب الصحافة الأمريكي.
  • جو ديماجيو: لاعب بيسبول أسطوري.

السياحة في كولما: بين الغرابة والتأمل

رغم أن كولما لا تُعد وجهة سياحية تقليدية، فإن طبيعتها الغريبة وتاريخها العجيب يجذبان الزوار الذين يهتمون بما يُعرف بـ السياحة الجنائزية. حيث يزور السياح المقابر لاستكشاف تاريخ سان فرانسيسكو، أو لتأمل مفهوم الموت والحياة، أو حتى لزيارة قبور الشخصيات المعروفة.

تُنظم أحيانًا جولات سياحية داخل المقابر برفقة مرشدين يروون القصص المثيرة حول الأسماء المدفونة هناك. وتُعد كولما مكانًا هادئًا ومناسبًا لمن يبحث عن تجربة مختلفة تمامًا عن المدن الصاخبة.




الجانب الاجتماعي والديني في كولما

يشكل الموت جزءًا كبيرًا من هوية كولما، وهذا ينعكس في البنية الاجتماعية والدينية للمدينة. إذ يوجد عدد كبير من الكنائس، المعابد، ودور العبادة التي تُلبي حاجات الجاليات المختلفة من الكاثوليك، الأرثوذكس، اليهود، المسلمين، وغيرهم. وغالبًا ما تُنظم فعاليات سنوية لتكريم الموتى، مما يجعل المدينة مكانًا مليئًا بالرمزية والروحانية.

مدن الموتى حول العالم

ليست كولما وحدها من يُطلق عليها هذا اللقب، فهناك العديد من المدن التي ترتبط بالموت في ثقافات مختلفة، مثل:

  • مدينة الموتى في القاهرة: وهي منطقة واسعة تحتوي على مقابر قديمة وأحياء سكنية.
  • كاتاكومب باريس: شبكة أنفاق تحتوي على رفات ملايين البشر.
  • وارلي في المكسيك: حيث يتم الاحتفال سنويًا بـ "عيد الموتى".

لكن تظل كولما هي المدينة الوحيدة التي يُسجل فيها عدد الموتى بأكثر من مليون، مقارنة بعدد ضئيل جدًا من الأحياء.

خاتمة

تجسد كولما مفهومًا فلسفيًا عميقًا حول العلاقة بين الموتى والأحياء، بين الماضي والحاضر، وبين الذاكرة والنسيان. إنها ليست مجرد مكان لدفن الأموات، بل مدينة حقيقية تُروى من خلالها قصص الحياة والموت على حد سواء. وبذلك تصبح كولما رمزًا إنسانيًا وثقافيًا نادرًا في قلب أمريكا.

إذا أعجبك هذا المقال، شاركه مع أصدقائك، ولا تنسَ زيارة مدونتنا للمزيد من المواضيع الغريبة والمميزة!

الموضوعات ذات الصلة

أحدث أقدم
Blogarama - Blog Directory