شركة تقدم أكوابًا مصنوعة من رماد الموتى كتذكار!
فكرة غريبة تُخلِّد ذكرى الأحباء بعد وفاتهم
في خطوة غير تقليدية، ابتكر الفنان المكسيكي الأصل جوستن كرو طريقة فريدة لتخليد ذكرى الموتى عبر صناعة أوانٍ منزلية من رفاتهم ورمادهم. فقد أطلق مشروعه الفني الذي يحمل اسم "Nourish"، والذي يدمج بقايا رماد الموتى في صناعة أكواب وأطباق تُستخدم يوميًا، ما يمنحها بُعدًا عاطفيًا وروحانيًا غير مسبوق.
تحول الفكرة إلى مشروع تجاري ناجح
بعد أن لاقت فكرته اهتمامًا واسعًا، لم تقتصر على عمل فني فقط، بل تحولت إلى شركة متخصصة في تحويل العظام البشرية والرماد الآدمي إلى أدوات منزلية، مما أتاح للأشخاص فرصة للاحتفاظ بذكرى أحبائهم بطريقة غير تقليدية.
كيف يتم تصنيع الأكواب من رماد الموتى؟
يعتمد جوستن كرو في عملية التصنيع على الخطوات التالية:
- جمع الرماد والعظام البشرية بعد حرق الجثث.
- سحق العظام إلى مسحوق ناعم جدًا يشبه الطحين.
- خلط الرماد مع مادة الصلصال الخاصة لتشكيل الأواني المنزلية.
- إخضاع القطع لعملية التشكيل والتجفيف لتأخذ شكلها النهائي.
- إدخال الأكواب والأطباق إلى الأفران الخاصة لتعزيز متانتها وجعلها صالحة للاستخدام اليومي.
كمية الرماد المطلوبة لصناعة كوب واحد؟
يحتاج جوستن كرو إلى 100 جرام تقريبًا من الرماد البشري لصناعة كوب واحد فقط، وهو ما يجعل هذه العملية فريدة من نوعها، حيث ترتبط كل قطعة مباشرة بشخص معين وتحمل جزءًا منه حرفيًا.
ردود الفعل على هذه الفكرة الغريبة
لم يكن الطريق نحو تحقيق المشروع خاليًا من التحديات، إذ واجه كرو انتقادات حادة منذ أن بدأ بشراء العظام البشرية عبر الإنترنت في عام 2015. وقد تلقى العديد من العروض للبيع، كما واجه تهديدات من بعض الأشخاص الذين اعتبروا عمله غير أخلاقي ويتنافى مع القيم الإنسانية.
لماذا يفضل بعض الناس هذه الطريقة؟
يرى بعض عملاء كرو أن هذه الطريقة توفر وسيلة فريدة وعاطفية للاحتفاظ بذكرى الأحبة. فبدلًا من تخزين رماد الموتى في الجرار التقليدية أو دفنهم، يمكن دمجهم في شيء يُستخدم بشكل يومي، مما يعزز الشعور بالقرب منهم حتى بعد وفاتهم.
تخيل أن تبدأ يومك بشرب القهوة من كوب يحتوي على رماد جدتك، لتتذكر قصصها ونصائحها وأيامك الجميلة معها!
الجدل الأخلاقي والديني حول الفكرة
بينما يرى البعض أن هذه الفكرة تُمثل تكريمًا للأموات، يعترض آخرون لأسباب دينية وثقافية، معتبرين أن بقايا الإنسان يجب أن تُعامل بمزيد من الاحترام والتقدير.
آراء العلماء والأطباء حول الفكرة
- من الناحية النفسية، يشير بعض علماء النفس إلى أن الاحتفاظ بجزء مادي من شخص عزيز يمكن أن يساعد في عملية التعافي من الحزن، لكنه قد يُعيق البعض عن تقبل الفقدان بشكل طبيعي.
- من الناحية الصحية، يوضح بعض الأطباء أن الأواني المصنوعة من الرماد لا تُشكل خطرًا صحيًا مباشرًا، طالما أنها تخضع لعمليات معالجة دقيقة، لكن استخدامها يظل أمرًا غير مألوف.
- من الناحية الفلسفية، يرى بعض المفكرين أن الفكرة تعكس تطورًا جديدًا في كيفية تعامل الإنسان مع الموت، حيث لم يعد مرتبطًا فقط بالدفن أو الحرق التقليدي، بل أصبح يُنظر إليه بطرق أكثر حداثة وعملية.
الخاتمة: هل هو إبداع أم تجاوز للحدود؟
يبقى السؤال الأهم: هل هذه الفكرة ابتكار فني رائع، أم أنها تتجاوز الحدود الأخلاقية؟ البعض يجد فيها وسيلة محبة وحنينًا للأموات، بينما يرى آخرون أنها تشويه للمفاهيم التقليدية حول الموت والاحترام الإنساني.
مهما كان رأيك، فإن شركة جوستن كرو قد نجحت في إحداث ضجة عالمية، وأثبتت أن الإبداع يمكن أن يتخذ أشكالًا غير متوقعة، حتى عندما يتعلق الأمر بالموتى!
إرسال تعليق